الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أخلاقيات مهنة الصّحافة، كتاب أسود جديد

نشر في  22 جانفي 2014  (10:45)

بعد الكتاب الأسود الصادر عن رئاسة الجمهوية نشرت نقابة الصّحافيين «تقريرا» أنيقا في 340 صفحة موّله International Media Support ولسنا ندري بأي ثمن؟! وإذا كانت بعض صفحاته تتضمّن عدة حقائق فإنّ هذا المنتوج يفتقر للحدّ الأدنى من الأخلاق لأنّ التشهير بالمؤسسات الإعلامية والإعلاميين غير مقبول بالمرّة وان كانت بعض الانتقادات في محلّها.. فمن منح المجموعة الحق في التهجّم البدائي على الأغلبية الساحقة من المؤسسات الإعلاميّة والصحافيين؟ ومن أباح للنّقابة ولجماعة المرصد التشهير والإدانة وهو أمر موكول للقضاء أو إلى ذوي الخبرة من المختصّين في الإعلام دون سواهم؟! ثمّ من أجاز لكم تقديم دروس في الحرفيّة؟ هل لكم الكفاءة والخبرة اللازمتان لانتقاد توجّهات بعض الصّحف على غرار صحيفة «المغرب» التي طالبوها بالتزام الحياد؟! ما هذا التصرّف غير المسؤول وكأنّ النقابة والمرصد أصبحا لجنة وطنية للإعلام وسلطة مهنية وأخلاقية؟ صحيح انّ هناك بعض التجاوزات وبعض الإخلالات، لكن الذين انجزوا هذا التقرير ليسوا «أساتذة» في الصحافة، ثم هل هم مديرو جرائد ملمّون بالمشاكل التي تتهدّد مؤسساتهم واستمرارها؟ أما في ما يخصّ «أخبار الجمهورية» فقد نشر التقرير تفاهات من بينها أنّني أفاخر بعائلتي وبأبرز وأعظم  امرأة في التاريخ المعاصر لبلادنا ألا وهي بشيرة بن مراد التي أسّست أوّل اتحاد النسائي سنة 1936 وسنّها لا تتجاوز 22 سنة، مما يدلّ على مستوى من كتب هذه الكلمات. ولئن ندّد الكتاب ببعض الممارسات التي حدثت في الماضي، فليس من حقّ «المرصد» ان ينصّب نفسه «إماما أعظم» للإعلام بتلقينه دروسا في أخلاقيات المهنة وقواعدها وضوابطها وبالتهجّم على المؤسسات الإعلامية.. وعلى العموم، لو كان الذين كتبوا هذا التقرير على رأس المؤسسات المنقودة لجرّوها للإفلاس ولأجبروا القرّاء على هجرها! مع التذكير بأنّ هذا التشهير «المبارك» الجديد يخدم مصالح كل من يعادي الصحافة ويطالب بالاعتداء على المنتسبين إليها.

المنصف